مطالبات ألمانية بإغلاق منصة المبيعات الصينية تيمو لهذا السبب

مطالبات ألمانية بإغلاق منصة المبيعات الصينية تيمو بحجة أن حرية أعمالها الرقمية مشكوك في قانونيتها

06 مايو 2024
شعار Temu تيمو في صورة ظلية لمستخدم في البرازيل، 28 مارس 2024 (رافائيل هنريكي/ Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- منصة تيمو الصينية للتجزئة عبر الإنترنت تحقق طفرة في السوق الألمانية بأسعار منخفضة وعروض جذابة، مما أثار قلق الشركات الألمانية بسبب مخاوف من انتهاكات للقوانين الأوروبية.
- راؤول روسمان ومركز استشارات المستهلك يطالبان بتطبيق إجراءات صارمة ضد تيمو لضمان الالتزام بالقوانين، مشيرين إلى مشاكل في جودة المنتجات والتسليم.
- تيمو تدافع عن استراتيجياتها التسويقية واستخدام الذكاء الاصطناعي، بينما يرى خبراء أن نجاحها قد يشكل تهديدًا لكبرى منصات التجزئة الإلكترونية مثل أمازون وزالاندو، مما ينذر بتغييرات في السوق.

ازدادت نقمة الشركات الألمانية ضد منصة مبيعات التجزئة الصينية عبر الإنترنت تيمو Temu، بعدما أصبحت منذ قرابة العام نشطة في البلاد وتستقطب مستخدمين جدداً بسرعة بفضل أسعارها وعروضاتها الرخيصة وحسوماتها العالية على البضائع، أما ذريعة الهجوم الشرس على المنصة فتعود إلى أن هذه النماذج من حرية الأعمال الرقمية مشكوك فيها وتشكل انتهاكاً للقوانين الأوروبية، ويجب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضدها.

أبرز المنتقدين كان رئيس سلسلة روسمان لمبيعات منتجات العناية الشخصية والصحية بأسعار تشجيعية راؤول روسمان، حيث شدد في تصريح لصحيفة هاندلسبلات نشرته اليوم الاثنين، أنه يجب أن تفرض عقوبات على تيمو لتجاهلها القانون، وإذا لم تتبع الشركة الصينية القوانين المعمول بها، فيجب ببساطة إغلاقها، على حد قوله، لافتاً إلى أن فرنسا تُعد نموذجاً لذلك، حيث سيتم فرض غرامات على المنصة وحظر إعلاناتها.

وفي الإطار عينه، بينت شبكة "أن تي في" الإخبارية أن مركز استشارات المستهلك حث أخيراً على توخي الحذر، مبلغاً العملاء على بوابات التصنيف أن المنتجات المباعة عبر منصة تيمو نوعيتها رديئة، والعديد من الشحنات لم يتم تسليمها، في حين يدرس المركز حالياً اتخاذ إجراءات قانونية ضد المنصة المذكورة.

وحيال طفرة تيمو وقانونية نشاطها التجاري، ناشد خبير مبيعات التجزئة غيريت هاينمان في مقابلة مع شبكة "إيه أردي" الإخبارية الهيئات التشريعية بأن تولي اهتماماً وثيقاً بالضوابط الجمركية "لأننا نتعامل مع منافسة غير عادلة، وبالتأكيد يجب تصحيح ذلك وبسرعة لأن تيمو ستبقى نشطة مع تحقيقها للأرباح".

وفي السياق، ذكرت وزيرة الدولة لحماية المستهلك كريستيانه روهلدر، أن الحسومات والحوافز التي تقدمها تيمو باستمرار لا تصدق، مبرزة أن قانون الخدمات الرقمية في الاتحاد الاوروبي يحظر خيارات التصاميم المتلاعب بها على المنصات، ولذلك من المهم أن يتم تطبيق هذه القواعد الآن، ومتحدثة لمصلحة المبدأ الأساسي المتمثل بالتصميم العادل"، والوزارة الاتحادية لحماية المستهلك ملتزمة بمراجعة قانون حماية المستهلك الأوروبي.

في المقابل، بررت الشركة الصينية الاتهامات المسوقة بحقها من الحكومة الفيدرالية والرابطة الفيدرالية لمنظمات المستهلكين بأنها تضلل المستهلكين من خلال حسومات تعسفية وتصميمات وحوافز متلاعب بها واعتماد عجلات الحظ والعد التنازلي للحسومات لتعزيز جاذبية منصة المبيعات، بأن العديد من المصنعين لديها هم عادة ممن يزوّدون المتاجر بالطرق التقليدية.

وعن الحضور القوي الذي تحققه منصة تيمو في سوق المبيعات عبر الإنترنت، اعتبر الخبير هاينمان أن أسباب النجاح والنمو السريع للمنصة الصينية، يعود إلى كون الشركة تعرف كيفية التسويق عبر الشبكة العنكبوتية جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي وبيانات العملاء. مثلاً، عندما يبحث الفرد عن منتج على الإنترنت تُعرض منتجات تيمو تلقائياً، علماً أن تيمو لا تكسب المال في المقام الأول من المعاملات، بل من تسويق المنتجات، ونتيجة لذلك تحقق المنصة الآن مبيعات هائلة، وفوق كل شيء، تحقق أرباحاً هائلة.

ولفت إلى أن 90% من المواطنين في الولايات المتحدة يعرفون هذه المنصة، وفي ألمانيا الأمور تسير في هذا الاتجاه، مفترضاً أن عدد المشترين سيتضاعف خلال العام المقبل. كما أعرب عن دهشته من أن أحدث المعلومات التي تفيد بأن تجار التجزئة يطلبون الآن أيضاً منتجات من تيمو كونها تتناسب مع طلباتهم وببساطة بسعر أرخص، علماً أن الشركة تدير فعلاً أعمال مبيعات الجملة على نطاق واسع.

وعن قدرة تيمو على إجبار منصات مثل أمازون وزالاندو على الخروج من السوق مستقبلاً، أشار هاينمان إلى أن تيمو في الولايات المتحدة حسمت بالفعل 20% من قيمة التحويلات عبر الإنترنت عن المنصات أخرى، ومن الممكن أن يحصل ذلك في ألمانيا. وفي هذا الصدد، قد يكون تيمو "قاتل الأمازون" المحتمل. ومن المعلوم، أن معظم الموردين على أمازون يأتون ببضائعهم أيضاً من الصين.

وخلص هاينمان إلى "أننا نتعامل حرفياً مع هجوم من المنصات الصينية، ومن المحتمل أن يستمر ذلك لسنوات مقبلة"، مضيفاً: "حتى لو لم يستمر نجاح تيمو، فإن المنصة الصينية التالية في الطريق إلى البروز وهي منصة تيك توك شوب، ويُشاع أنها أكثر شراسة وتنمو سريعاً".

المساهمون