ستيفاني خوري تبدأ سلسلة لقاءات في ليبيا قبل تسلم مهام البعثة الأممية

ستيفاني خوري تبدأ سلسلة لقاءات في ليبيا تمهيداً لتسلم مهام البعثة الأممية

06 مايو 2024
ستيفاني خوري وعبد الله باتيلي (يمين) خلال لقاء مع محمد الحداد، طرابلس 6 مايو 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ستيفاني خوري، نائبة رئيس البعثة الأممية في ليبيا، التقت بقادة عسكريين ليبيين بارزين، بما في ذلك خليفة حفتر ومحمد الحداد، لتعزيز العملية السياسية والدفع نحو الانتخابات.
- اللقاءات، التي لم تُعلن تفاصيلها رسميًا، ناقشت التطورات السياسية وجهود تحقيق الاستقرار، وشهدت مشاركة المبعوث الأممي السابق عبد الله باتيلي في لقاءات توديعية.
- تأتي هذه الجهود ضمن مساعي دولية وأمريكية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية وتحقيق السلام، بما في ذلك خطة أمريكية لجمع السلاح وتدريب العناصر المسلحة في غرب ليبيا.

التقت نائبة رئيس البعثة الأممية الجديد ستيفاني خوري عدداً من القادة الليبيين في إطار بدء مهمتها مسؤولةً للبعثة الأممية في ليبيا خلفاً للمستقيل عبد الله باتيلي. وركزت خوري في لقاءاتها الأولى على القادة العسكريين.

والتقت خوري، أمس الأحد، كلاً من قائد مليشيات شرق ليبيا اللواء المتقاعد خليفة حفتر في مقره العسكري بالرجمة، شرق بنغازي، ورئيس الأركان العامة لقوات حكومة الوحدة الوطنية الفريق محمد الحداد في مقره بالعاصمة طرابلس.

وفيما لم تعلن البعثة الأممية في ليبيا عبر منصاتها عن أي أخبار بشأن هذه اللقاءات، كشف مكتبا إعلام قيادة حفتر ورئاسة الأركان بطرابلس أن خوري كانت في هذه اللقاءات بصحبة المبعوث الأممي السابق عبد الله باتيلي، الذي أعلن استقالته من منصبه منتصف إبريل/نيسان الماضي.

ووفقا للمكتب الإعلامي لقيادة حفتر، فإن اللقاء ناقش "آخر التطورات السياسية للأزمة الليبية، وأهمية مواصلة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جهودها الرامية للدفع بالعملية السياسية من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة تحقيقاً لتطلعات الشعب الليبي"، مشيراً إلى أن اللقاء حضره آمر عمليات القوات البرية صدام حفتر، وآمر اللواء 166 اللواء أيوب بوسيف، وآمر اللواء 165 اللواء باسم البوعيشي.

من جانبه، أشار المكتب الإعلامي لرئاسة الأركان بطرابلس إلى أن باتيلي أشاد بجهود الحداد في "حل الخلافات ونزع فتيل التوتر من أجل تحقيق الاستقرار والسلام". وعلى الرغم من استمرار شغور منصب باتيلي، حيث لم يعلن الأمين العام للأمم المتحدة تعيين بديل عنه، إلا أن سلسلة لقاءاته الجديدة التي عاد لعقدها جاءت في سياق لقاءات لتوديع قادة الأطراف الليبية قبل تسليمه مهامه.

وبحسب مصدر حكومي من طرابلس، فإن باتيلي حضر إلى طرابلس لبدء التحضيرات لتسليم منصبه لنائبته ستيفاني خوري خلال الفترة المقبلة، كاشفاً في حديثه لـ"العربي الجديد" أن خوري بالفعل بدأت اتصالات عديدة لم يعلن عنها مع القادة الليبيين، لا سيما في الجانب الأمني والعسكري.

وجاء لقاء خوري وباتيلي مع الحداد عقب نجاح الأخير في دفع قادة عدد من المجموعات المسلحة في طرابلس والغرب الليبي إلى عقد اجتماع في طرابلس، مطلع الأسبوع الجاري، للتصالح فيما بينها بعد عدة أيام من التوتر المكتوم الذي شهدته أوساط المجموعات المسلحة في طرابلس وامتداداتها في مناطق محيط العاصمة.

وسبق أن رجحت مصادر ليبية، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أن تبدأ الدبلوماسية الأميركية ستيفاني خوري مهامها بالعناية بالملف الأمني والعسكري، ضمن أولوية تصور جديد في سياق رؤية أميركية تركز على هذا الجانب في الملف الليبي.

موقف
التحديثات الحية

وفي مطلع مارس/آذار الماضي، أعلن الأمين العام أنطونيو غوتيريس عن تعيين خوري نائبةً لرئيس البعثة في ليبيا خلفاً للدبلوماسي الزمبابوي ريزيدون زينينغا.

وعلى الرغم من مسيرتها الحافلة بتولي العديد من المناصب الأممية، وآخرها منصب مديرة الشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، إلا أن تعيينها في هذا التوقيت ذكّر الليبيين بتعيين سلفها ستيفاني وليامز نائبةً لرئيس البعثة الأممية السابق غسان سلامة، الذي أعلن استقالته هو الآخر بشكل مفاجئ في مارس/آذار 2021، لتتولى وليامز مهامه في فترة حرجة تزايدت فيها حدة الانسداد السياسي.

واليوم الاثنين، أعلنت السفارة الأميركية لدى ليبيا عن مشاركة وفد من القادة العسكريين الليبيين من كل أنحاء البلاد في قمة القوات البرية الأفريقية التي عقدت في زامبيا، الأسبوع الماضي، بمشاركة 750 ممثلاً عن جميع الدول الأفريقية برعاية رئاسة أركان الجيش الأميركي، بحسب منشور على الصفحة الرسمية للسفارة.

وجددت السفارة دعم بلادها كافة الجهود الليبية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وإضفاء طابع الاحتراف عليها من أجل تحقيق السلام والاستقرار.

وخلال الفترة الماضية، تزايدت الأنباء حول خطة يعمل عليها مسؤولون أميركيون في ليبيا من خلال شركة أمنية على صلة بوزارة الدفاع الأميركية - كانت مصادر ليبية كشفت في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد" أنها شركة أمنتوم - من أجل جمع سلاح مجموعات غرب ليبيا، لا سيما في العاصمة طرابلس، وبدء تدريبات لعناصر مسلحة ليبية في إطار إصلاح القطاع الأمني الليبي.

وأشارت المصادر نفسها إلى أن الشركة تعمل على تنفيذ الخطط الأميركية وفقاً لعقد مبرم مع وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية، التي يشغلها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، بالتنسيق مع وزير الداخلية عماد الطرابلسي، الذي جدد قبل أيام عزم وزارته على إخلاء طرابلس من التشكيلات المسلحة والبدء في إحلال قوات الوزارة الأمنية بدلاً عنها.

ووفق قراءة عدد من المراقبين، فإن النشاط الأميركي في هذا الجانب يأتي في سياق بناء ارتباط مع مجموعات غرب ليبيا المسلحة لموازاة التوغل العسكري الروسي في شرق ليبيا وجنوبها.

المساهمون