تصريحات الرئيس الفلسطيني الحادة تجاه الولايات المتّحدة، غير مرتبطةٍ بالفيتو الأميركي فقط، بل بالشعور المتعاظم بالضغط الذي تمارسه الولايات المتّحدة على السلطة.
زادت التساؤلات حول دور السلطة الوطنية الفلسطينية وموقفها، وحول فصائل منظّمة التحرير وأطرها، ومدى قدرتها على تجاوز حاجزين أبقياها عاجزةً عن تجاوز حالة الانقسام
الحقيقة الثابتة، إنّ الأغلبية المطلقة من الأسرى والأسيرات الفلسطينيين هم من الوطنين المناضلين الذين خرجوا من بين صفوف المدنيين والنشطاء السياسيين والمجتمعيين والأكاديميين والوجهاء والأعضاء الحزبيين والجماهيريين الذين اعتقلوا بسبب نشاطهم ونضالهم
كلفة هذه المواجهة ستكون عالية؛ دون أدنى شك، ليس على الأسرى فقط، بل على إسرائيل والمنطقة، وسيجد العالم؛ الذي ينشد الهدوء، نفسه في دوامة عنفٍ جديدةٍ، في ظل حالة دوليةٍ وإقليميةٍ وفلسطينيةٍ معقدةٍ جدًا، لا يستطيع أحد أن يتنبأ بنهايتها وخاتمتها
تقف الحركة الأسيرة في المواجهة الحالية؛ التي يفرضها بن غفير وحكومة الاحتلال الفاشية التي ينتمي إليها، على أرضية صلبة، تتفوق فيها أخلاقيًا وإنسانيًا، مستندةً إلى إرثٍ نضاليٍ عريقٍ وتجربةٍ طويلةٍ، أمدتها بطول النفس والحنكة والمكانة المرموقة
العنف المفرط الذي تمارسه إسرائيل يجعل من أي"استراتيجية خروج" أمرا صعبا معقدا، بل من المرجّح إطالة المواجهة إلى أن تجد إسرائيل والمقاومة، كل على حدة، اللحظة النادرة والخاطفة التي تضمن لهما تحقيق خروج آمن سياسيا وإعلاميا.
تشير قضية الأسير الفلسطيني المفرج عنه، منصور الشحاتيت، إلى ضرورة التصدّي للأخطاء الفردية والجماعية، وفق معايير قيمية متسقة وإنسانية، للتخلص منها، وأخذ العبر اللازمة بموضوعية وحزم، لما يقوّي الجسد الفلسطيني ويعزّز مناعته ضد الاحتلال الإسرائيلي.
التناقس القائم بين اليمين واليمين الأكثر تشددا في إسرائيل، إلى جانب اتفاقيات التطبيع العربية الإسرائيلية التي جاءت في ظل إدارة أميركية لا ترى في الاستيطان عقبة أمام عملية سلام لا تريدها، يجعلنا نتساءل عن الإمكانيات المتاحة للرئيس بايدن في هذا الصراع.
أمام تحطم آمال الحل السلمي من خلال مفاوضات ذات مرجعيات متفق عليها تلبي الحد الأدنى من تطلعات الفلسطينيين، بمعولٍ أميركي ويد إسرائيلية وتواطؤ عربي، تقف القيادة الفلسطينية عند النقطة الزمنية نفسها التي استدارت فيها عقارب ساعة الواقع إلى الاتجاه المعاكس
استمرار إضراب الأسرى أربعين يوما، وانتهاؤه بهذه الصورة الغامضة، والتي تفتح بابا واسعا للتأويل والتساؤل والطريقة التي أنهي بها، عوامل تجعل مسألة الانتصار مسالة إشكالية، وإذا كان انتصارا فمن هو صاحب الفضل فيه، ولمن سينسب، ومن سيجني ثماره.